إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
55997 مشاهدة
الابتداء بالسلام

...............................................................................


لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا فقيل: إن السلام يأتي به وهو عند الباب؛ أن يقول السلام عليكم أأدخل، وقيل: إنه إذا سلم وقال السلام عليكم، فقالوا ادخل؛ كفاه ذلك. ولكن يندب أيضا أنه إذا دخل عليهم وهم جلوس في مجالسهم أن يسلم عليهم؛ فإن السلام تحية المسلمين التي حث الإسلام عليها، وورد فيها أحاديث كثيرة مذكورة في كتب العلماء؛ كالمصابيح ومشكاة المصابيح، وشرح السنة، ونصيحة المسلمين، ورياض الصالحين، وغيرها من الكتب التي تذكر الآداب، والتي تستوفيها، وقد يكون فيها أحاديث، وفيها مقال ككتاب المنذري الذي هو الترغيب والترهيب حيث أنه يستوفي، وكذلك مجمع الزوائد وما أشبه ذلك.
فنقول: إن الأحاديث الكثيرة تدل على شرعية هذا السلام، وعلى أنه من محاسن الإسلام في حديث: إن الله تعالى لما خلق آدم قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله -فزادوه ورحمة الله- فقال الله: إنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك .